يعتبر مشروع الهيليوم (Helium) واحداً من المشاريع الرائدة التي تدمج بين تقنية البلوك تشين وإنترنت الأشياء (IoT) بهدف إنشاء شبكة لاسلكية منخفضة التكلفة في جميع أنحاء العالم. يستخدم المشروع تكنولوجيا خاصة معروفة باسم “نظام الهيليوم” لإنشاء شبكة موثوقة وموزعة من أجهزة التوجيه التي تعمل على توفير تغطية للاتصال اللاسلكي للأجهزة المتصلة بالإنترنت، بخاصة تلك التي تعمل بتقنية “LoRa” (Long Range).
1. فكرة المشروع:

تم تصميم مشروع الهيليوم لحل مشكلة نقص الشبكات اللاسلكية التي تدعم أجهزة إنترنت الأشياء. يجمع المشروع بين نظام الند للند (Peer-to-Peer) والشبكات اللاسلكية لإتاحة إمكانية الاتصال بين عدد كبير من الأجهزة بفضل استخدام “Hotspots” (نقاط الوصول) التي يمتلكها مستخدمون فرديون.
2. كيفية العمل:

يقوم مستخدمو الهيليوم بتركيب أجهزة نقاط الوصول الخاصة بهم (Hotspots) في مواقع استراتيجية لتغطية أكبر منطقة ممكنة. كل جهاز يعمل على تحويل البيانات من الأجهزة المتصلة إلى الشبكة وإعادة توجيهها عبر الإنترنت. يتم تحفيز هؤلاء المستخدمين من خلال نظام مكافآت يعتمد على “HNT”، العملة الرقمية الخاصة بـ الهيليوم.
3. مكافآت HNT:
تُعتبر عملة HNT واحدة من أبرز الجوانب في مشروع الهيليوم. يحصل مستخدمو نقاط الوصول على مكافآت من خلال عملية تُعرف باسم “Proof of Coverage”، حيث يتم تحديد مدى تغطيتهم ومدى مصداقية النظام من خلال الأداء الفعلي لجهازهم في توفير الشبكة. القيمة المُكافَئة تكافئ المستخدمين بناءً على مستوى التغطية ومدى الاستخدام.
4. فوائد مشروع الهيليوم:
- التكلفة المنخفضة: يوفر الهيليوم وسيلة منخفضة التكلفة لإنشاء شبكة إنترنت الأشياء، مما يتيح للمستخدمين الاستفادة من الاتصال بسهولة ويسر.
- التوسع: يتيح الهيليوم توصيل عدد كبير من الأجهزة دون الحاجة للبنية التحتية المعقدة والمكلفة التي تتطلبها الشبكات التقليدية.
- عدم المركزية: من خلال نظام البلوك تشين، يتم التأكيد على الأمان والشفافية في المعاملات والمكافآت، مما يمنع السيطرة من قبل جهة أو شركة واحدة.
5. حالات الاستخدام:
الهيليوم يمكن أن يدعم مجموعة واسعة من أجهزة إنترنت الأشياء، مثل أجهزة تتبع السيارات، أجهزة قياس الزراعة، وأنظمة المراقبة. هذه التطبيقات تهدف إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف في العديد من الصناعات.
6. تحديات المشروع:
على الرغم من المزايا العديدة، يواجه مشروع الهيليوم عدة تحديات، منها:
- التوسع: يحتاج الهيليوم إلى المزيد من نقاط الوصول لتوسيع نطاق الشبكة بشكل فعال.
- التنافس: ظهور تقنيات جديدة أو شبكات أخرى قد يؤثر على استخدام الهيليوم.
- اعتماد المستخدمين: يتطلب المشروع من الأفراد والشركات الثقة في التكنولوجيا والمشاركة فيها.
يمثل مشروع الهيليوم خطوة مبتكرة نحو بناء شبكة لاسلكية ميسرة وموثوقة تدعم إنترنت الأشياء. من خلال دمج عملية لامركزية مع تقنيات حديثة، يسعى الهيليوم إلى تعزيز وظائف الاتصال وتقليل التكاليف عبر الشبكات التقليدية. يظل المشروع في مرحلة نمو، وستتضح آثاره على الصناعات المختلفة في السنوات القادمة.
إذا كان لديك أي استفسارات أخرى أو تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول مشروع الهيليوم، فلا تتردد في طرحها!